أى هي الحالة التي يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض رغم وجودهما في منزل واحد ولكن يعيشان في إنعزال عاطفى لذلك تصاب الأسرة كلها بالبرود وغياب الحب وعدم الرضا
وفى هذه الظاهرة أو هذا الإنفصال تتعدد صورة وأشكاله فمنه إنسحاب طرف من الآخر أو إنسحاب من الطرفين ، سواء إنسحاب كلى أو جزئي من كل الأمور الحياتية ،سواء فراش الزوجية ،البعد عن الإهتمامات المشتركة ، مسؤولية الحياة الزوجية أو الهروب من المنزل بحجج الإنشغال أو الأصدقاء واحيانا أخرى تكون في صورة الخيانة الزوجية. وعن أسباب هذا الصمت قد تكون منحصرة في :
عدم الإهتمام كل طرف بالأخر ، البحث عن طرق أخرى للتواصل خارج المنزل سواء فى شكل الأنانية من أحد الأزواج أو كليهما او عدم الثقة المتبادلة ، البخل ، البرود العاطفي أو إختلاف الإهتمامات والمعتقدات والأهداف ، إختلاف المستويات الثقافية أو الإجتماعية والتعليمية
من الأسباب الأخرى الهامة التي أدت إلى الطلاق العاطفي هي الدخل الضعيف للأسرة إلى جانب متطلبات العصر الكثيرة مما يؤدى إلى برود عاطفي وتشتت في الأفكار.
ومما لا شك فيه أن الإنفصال العاطفي أو الطلاق العاطفي له تأثير بالغ على الأبناء وكيان الأسرة ككل لأن أبناء هذه الزيجات يعانون من إكتئاب شديد مما يؤثر على حياتهم بشكل كبير وعدم القدرة على مواجهه صعاب الحياة.
ففي كثير من الأحيان يؤدى إلى الإنحراف نتيجة الحرمان العاطفي من الوالدين داخل كيانهم الأسرى من قلق وعدم ثقة في حياتهم مع أصدقائهم سواء الدراسة أو العمل إلى جانب هذا أو ذاك فشلهم في حياتهم المستقبلية في تكوين أسر جديدة لأن مرجعيتهم كانت غير مستقرة ولا أمنة وهي اللبنة الأولى في حياتهم (أسرتهم).
لهذا لابد من وقفة من الزوجين لنرى أنسب وأقرب الحلول لحل هذا الإنفصال وكسر جدار الصمت والخرس الزوجى وكيفية التقرب والعلاج.
ومن الحلول القريبة لعلاج هذا الخرس الزوجى أوتخطى مرحلة الطلاق العاطفى هي :
– الصراحة والوضوح بين الطرفين وتفهم واجبات ومشاعر وإحتياجات كل طرف من الأخر.
– إيجاد لغة حوار والبحث عن إهتمامات وأهداف مشتركه للخروج من أي مشكلة بشكل أسرع إلى جانب إيجاد شكل نموذجي للزوجين أمام الأبناء.
– البعد عن الحياة الروتينية والملل في الحياة الزوجية بأي صورة أيا كانت سواء من الزوج أو الزوجة وخاصة امام الأبناء.
– إظهار الحب والمودة والإحتواء لكل افراد العائلة بإستمرار وأنهم الهدف الأسمى والأولوية الحتمية في حياه الوالدين.
– العمل على تأصيل الصراحة والوضوح في التعامل بين الزوجين ليتمكن كل طرف فهم مشاعر الأخر والتوصل بسهولة إليه بالشكل السريع والصحيح والإقلال من المخاوف والإضطرابات بينهما.
– إيجاد لغة حوار سهلة وموضوعية بين الزوجين ومنها يسهل التفاهم والنفاش بحرص وتقدير لمشاعر الأخر وإيجابية في الحلول.
– محاولة غض كل طرف عن عيوب الأخر وخاصة إذا كان عيب متلازم معه فمثلا البعد عن الروتين اليومى لكسر شكل الملل في الحياة الزوجية لإعادة الحيوية والنشاط والروح في العلاقة الأسرية.
إذا بالرغم من أن الطلاق العاطفى له آثار أليمة ووخيمة إلا انه بالإمكان معالجته ما دام النية الخالصة ومتوفرة لبناء أسرة سعيدة.
- 1
- 2